علمنا موتك أيها البطل المغوار ..أن الإعلام في بلاد المسلمين لا يمثل
المسلمين ولا يتحدث بلغتهم ، ولا يعبر عن نبضهم ، يموت رجال و نساء لا
خلاق لهم ..فتسود الصفحات لأيام عديدة بتاريخهم الأسود ،امرأة كافرة يبكي
عليها إعلام المسلمين دهرا ، وتقطر أقلام الصحفيين دما ، وتبعث التعازي
فيها من الصغير والكبير ، وآخر يموت على أنغام الموسيقى فيبكيه الشعراء ،
ويرثيه الكتاب ، وتتابع الصحف على الكتابة عنه ، ويموت بطل من أبطال الأمة
، ورمز من رموز الجهاد وإمام من أئمته ومع ذلك يتجاهل الإعلام أن يكتب عن
بطولاته وانتصاراته ؟ أمة الإسلام : فلكل أمة أبطالها ، ولكل قوم أسيادهم ، ولكل جيل أئمته
وسادته ، ولأمة الإسلام القدح المعلى في ذلك ، ففيها أئمة الفضل والخير
والعز والسؤدد ، وفيها أئمة في كل جانب ، وفي كل نوع ، فأئمة في الزهد
والعبادة ، وأئمة في العلم والسنة ، وأئمة في الحكم والسياسة ، وأئمة في
الجهاد والشهادة ، ولها أئمة في كل باب من أبواب الخير . وحديثنا اليوم عن
أسد من أسود الإسلام ، وعلم من أعلام الجهاد في هذا العصر ، عاش شطر عمره
مرابطاً ومجاهداً في سبيل الله ، تغرب في سبيل الله تاركاً وراءه الأهل
والأصحاب والدنيا التي تغري أقرانه ، خرج إلى الجهاد في زهرة شبابه ،
وعنفوان صباه ، مبتغياً ذروة سنام الإسلام ، قاصداً نصرة المسلمين
المستضعفين ، قد باع نفسه والله اشترى ، وبقي يتقلب في جفون الموت أكثر من
أربعة عشرا عاما ، وأخيراً ترجل الفارس ليلحق بأصحابه الذين سبقوه إلى
جنات الخلد بإذن الله بعد أن أنكى في أعداء الله حتى أصبح قادة الروس
يفزعون عند ذكر اسمه ، وترعد فرائصهم حين يرد خبره ،وقد طارت بأخباره
الركبان ، وسارت بها الرياح السوافي حتى بلغت الأمريكان فكانوا يتخوفون
منه ومن إخوانه الأبطال ، لأنهم يعلمون أن هؤلاء لا يقاتلون لمغنم ولا
لمكاسب دنيوية ، وإنما يقاتلون الكفر والظلم الماثل في الروس المعتدين ،
وما عند الأمريكان من الكفر والبغي والظلم أعظم من ذلك ، ولسان حاله يعبر
عن نفسه :
أمَّــاه لا تبكـي علـيَّ فإننــي قد بِعتُ نفسـي واشتريتُ جِنَانـيا
أَوَمـا ترَيْـن جِراح أمتنا وقــد سالت دماءًا ، من يُغـيث دِمائـيا
فالمسجدُ الأقصَى يُدنَّسُ جَهــرةً ونَرَى كـلابَ الرُّوس في شيشانـيا
أقسمـتُ بالله الذي رفع السَّمــا لن يرتـع الباغــي على أوطانـيا
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم